نواكشوط

أخبار ثقافية معرض تشكيلي: "من سانت لويس إلى نواكشوط: رحلة الفن والذاكرة والسلام"

من سانت لويس في السنغال إلى نواكشوط في موريتانيا، يرسم مهرجان ArtGallé مسارًا فنيًا وثقافيًا يجمع خمسة عشر فنانًا وثلاثة وثلاثين عملاً تشكيليًا، في رحلة إبداعية تكشف الذاكرة المشتركة، وتعزز الحوار، وتحتفي بقيم السلام والإبداع.

Image
  • تاريخ النشر 20 ديسمبر 2025 | 02:20
    تحديث 20 ديسمبر 2025 02:19
  • مشاركة
    280 قراءة

    تتواصل فعاليات المعرض إلى غاية 30 ديسمبر، ضمن إطار مهرجان AraGalle للفنون التشكيلية، الذي أُقيم في نواكشوط يومي 13 و14 ديسمبر.

     


    آمي صو، مديرة ArtGallé، وبابلو باربارا غوميز، سفير إسبانيا لدى موريتانيا. معرض الفن التشكيلي "سانت لويس – نواكشوط"، 13 ديسمبر 2025.


     
    الإرث والروابط التاريخية


    لا يقتصر هذا المعرض على كونه رحلة فنية فحسب، بل يستند إلى تاريخ عريق يمتد عبر قرون. في ذلك يقول الخبير الموريتاني في الاتصال المؤسسي، عمر ولد راجل "سانت لويس مدينة نابضة بالروح":

     

    يذكر أيضا أن مدينة سانت لويس تأسست سنة 1659، وكانت لفترة طويلة عاصمة إدارية لكلٍّ من السنغال وموريتانيا خلال عهد إفريقيا الغربية الفرنسية.

     

     

    ويؤكد ولد راجل أن نواكشوط وسانت لويس ترتبطان بعلاقات تاريخية وثيقة، داعيًا إلى الحفاظ على الروابط العائلية والاجتماعية والإنسانية العميقة بين سكان المدينتين.

     

     وتوضح آمي صو، مديرة ArtGallé:


    "وُلد مشروع المهرجان من لقاء فني في مدينة سانت لويس، وكانت الفكرة هي إنشاء مسار ثقافي يربط بين سانت لويس ونواكشوط".

     




    بمشاركة خمسة عشر فنانًا وثلاثة وثلاثين عملاً فنيًا، يتحوّل المعرض إلى جسر ثقافي ومساحة للحوار والذاكرة المشتركة.

     

    وهدف المشروع - كما تؤكد آمي صو - هو الدعوة إلى الوحدة والسلام، موضحة أن الفن يتحول هنا إلى وسيلة للتعبير عن قيم السلام والدفاع عنها، خاصة في عالم أصبح فيه السلام أقل حضورًا.

     


    الفن وأثره على المشاهد

     

    تعتمد اللوحات على تقنية الرسم بالأكريليك على القماش، التي تخلق تباينات لونية مضيئة وقوية، وتمنح الأعمال طاقة تعبيرية عالية ودلالات رمزية مؤثرة، تجعل المشاهد يتفاعل معها على المستوى الإنساني والشعوري.



    معرض تشكيلي: "من سانت لويس إلى نواكشوط: رحلة الفن والذاكرة والسلام"، انواكشوط 13 ديسمبر 2025

     

    تثير ثراء وتنوع الأعمال الفنية إعجاب الزائر من اللحظة الأولى، كما توضح الفنانة التشكيلية الموريتانية سيرا ندونغو:


    " تتعدد الألوان والمواضيع والحركات الإيقاعية والنغمات في هذه اللوحات. هناك ألوان تعبّر عن الصمود والمقاومة والسلام، وألوان أخرى تمزج بين الظلام والنور".


    وتضيف سيرا:


    " كل لوحة تحمل رسالة وتجربة حياتية"، مؤكدة قدرة هذه الأعمال على سرد القصص والتواصل مع المشاهد بطريقة مباشرة وعميقة.

     


     

     أعمال مميزة وفنانون بارزون


    من بين الفنانين القادمين من سانت لويس، إيبا انجاي الذي يعرض لوحته "رقصة الإلهة (مام كومبا بانغ)".

    (ملاحظة التحرير: وفقًا للأساطير القديمة في سانت لويس، تُعتبر مام كومبو بانغ حورية بحر تحمي المدينة.)

     

    ويقول إيبا:

    "مام كومبا بانغ هي جدتنا وأمنا التي ربّتنا برعاية مياه النهر".

     

    ويجسّد الفنان رقصة الإلهة بألوان مستوحاة من النهر والبحر والسماء، مزوّدة بعلامات القوارب التقليدية، لتكون رمزًا للثقافة الأصيلة لسانت لويس.

     

     

     "أعمال غنية بالرمزية"


    وأبدى الزوار إعجابهم أيضًا، من بينهم جويل أليساندرا - مؤلف فرنسي ورسّام قصص مصورة، مقيم فنيًا في نواكشوط -  الذي قال:


    "إنه مكان رائع جدا! هناك تنوع هائل في الأعمال، فهي متباينة جدًا بين التمثيلية والتجريدية، بالإضافة إلى أعمال غنية بالرمزية، وتتميز جميعها بجودة فنية وبصرية عالية".

     


    جويل أليساندرا، مؤلف فرنسي ورسّام قصص مصورة في المعرض التشكيلي: "من سانت لويست إلى نواكشوط", 13 ديسمبر 2025


    وقد رافق المعرض ورش عمل ولقاءات فنية، أتاحَت للفنانين والجمهور فرصة التبادل والتجربة العملية للتقنيات المختلفة، بالإضافة إلى تعزيز الفهم العميق للمواضيع المطروحة.

     

    بين سانت لويس، مدينة المياه والذاكرة، ونواكشوط، مدينة الرمل والرياح، يتحوّل الفن إلى وسيلة للحوار واستحضار الذاكرة. فاللوحات المعروضة لا تكتفي بسرد التاريخ، بل تجعل أحداثه مرئية وملموسة أمام العين.

  • محرر . profile-pic فريق التحرير
  • تعليقات