افتتحت النسخة الثانية من مهرجان نواكشوط السينمائي الدولي (FIFN) في 22 أكتوبر 2024، بمشاركة 18 دولة عربية وأفريقية، حيث جمعت التظاهرة العديد من المواهب السينمائية المبدعة من مختلف أنحاء العالم.
يُقام المهرجان بتنظيم من مجلس جهة نواكشوط،
بالتعاون مع المعهد الوطني للفنون والمكتب الوطني للسياحة، تحت رعاية وزير الثقافة
والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الحسين ولد مدو، وزير تمكين الشباب و
التشغيل والرياضة و الخدمة المدنية، محمد عبد الله ولد لولي
فلسطين ضيف شرف
في خطوة رمزية تعكس التحديات الثقافية
والإنسانية في الشرق الأوسط، تم اختيار فلسطين لتكون ضيف شرف الدورة الثانية. وقد
أكد المنظمون أن فلسطين تحظى بمكانة مركزية في برنامج المهرجان، حيث بدأ حفل
الافتتاح بعرضين وثائقيين؛ الأول استعرض إنجازات مجلس جهة نواكشوط، بينما سلط الثاني
الضوء على الحياة في قطاع غزة، مُستعرضاً معاناة السكان في ظل تصاعد الأزمة، لكنه
حمل أيضاً رسالة أمل وصمود
الأفلام المشاركة
تشارك في المسابقة الرسمية 5 أفلام طويلة و11 فيلماً قصيراً، تم اختيارها من بين 321 فيلماً تم تقديمها للمهرجان. وتتنوع الأفلام الطويلة المشاركة بين مواضيع اجتماعية وإنسانية تُعبر عن تحديات مجتمعية في عدة دول عربية وأفريقية:
وداعاً جوليا (2012، 117 دقيقة): من إخراج السوداني محمد كنفاني، يتناول التوترات العرقية بين شمال وجنوب السودان.
إن شاء الله ولد (2023، 110 دقائق): من إخراج الأردني أمجد الرشيد، يروي قصة أرملة تكافح ضد التقاليد الأبوية، وهو أول فيلم أردني يتم اختياره لمهرجان كان.
المثقلون (2023، 91 دقيقة): من إخراج اليمني عمرو جمال، يعالج قضية الإجهاض في مجتمع مزقته الحرب.
كأس الصداقة (2023، 103 دقائق): من إخراج المغربي نوفل برعاوي، يتناول قصة مجموعة من الأصدقاء الذين يلتقون بعد 20 عاماً، مستعرضين التغيرات التي طرأت على حياتهم.
نورا (2023، 102 دقيقة): من إخراج السعودي توفيق الزيدي، تروي قصة امرأة شابة تسعى لتحقيق الحرية في قرية محافظة في التسعينيات.
أما الأفلام القصيرة فتتنوع بين موريتانيا وساحل العاج ومصر والعراق والمغرب وتونس، مما يساهم في إثراء المسابقة بتنوع ثقافي لافت.
تتألف لجنة تحكيم المهرجان من مجموعة من
المخرجين المرموقين؛ حيث يرأس اللجنة المخرج التونسي محمد الجمني، ويضم في عضويتها
المخرج السويسري فيليب كودري، والمخرج المصري عز الدين سعد
دعم المواهب الشابة
يُعد مهرجان نواكشوط السينمائي الدولي جزءاً من الجهود المستمرة لدعم الشباب في مجال السينما. من أبرز هذه المبادرات برنامج “ورش الشمال”، الذي أتاح الفرصة لـ 79 شاباً لتعلم إنتاج الأفلام القصيرة في عدد من الولايات الموريتانية. كما تم تنظيم أربع ورش عمل متخصصة لتزويد خمسة من صانعي المحتوى الشباب بمهارات إضافية في مجالات متعددة، بهدف تشجيع ظهور جيل جديد من المخرجين السينمائيين الموريتانيين. وفي هذا السياق، أكد مدير المهرجان محمد المصطفى ألبان أن الهدف من هذا البرنامج هو تعزيز قدرات الشباب ودعم مشاريعهم السينمائية.
ابتكار سوق الإنتاج
من أبرز مستجدات المهرجان هذا العام هو إطلاق
“سوق الإنتاج”، وهي منصة فريدة للتبادل بين المنتجين والموزعين والمخرجين. تهدف
هذه السوق إلى تسهيل عرض المشاريع السينمائية وتكوين شراكات مباشرة، مما يسهم في
تطوير صناعة السينما الموريتانية ويعزز مكانة المهرجان كملتقى ثقافي مهم
في إطار تعزيز الثقافة السينمائية في موريتانيا، أكد وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان الحسين ولد مدوعلى أن المهرجان يهدف إلى تعزيز الاستقلالية الثقافية في البلاد. وفي السياق ذاته، شددت فاطمة منت عبد المالك، رئيسة مجلس جهة نواكشوط، على أهمية المهرجان في تعزيز مكانة نواكشوط كعاصمة ثقافية في المنطقة، مما يسهم في تسليط الضوء على الموروث الثقافي والفني للمدينة.
لمواكبة الأحداث الثقافية في موريتانيا