نواكشوط

شخصيات مستر إكس، الرجل الذي شهد ميلاد الهيب-هوب الموريتاني

الشيخ شريف جانج، المعروف باسم مستر إكس، يُعدّ من أبرز رموز موسيقى الراب الموريتانية. تعلق بهذا الفن منذ سنواته الأولى، وبرز كأحد الرواد في فترة كان فيها هذا الفن لا يزال في بداياته.

Image مستر إكس يستمع إلى جهاز الراديو القديم ويستمتع بالشاي المحلي. طقس يرافق لحظات إلهامه. ©موريتانيا-الثقافية
  • تاريخ النشر 6 ديسمبر 2025 | 17:08
    تحديث 8 ديسمبر 2025 13:46
  • مشاركة
    869 قراءة

     " اكتشفت منذ صغري فنانين كبار - يتذكر مستر إكس - مثل فرقة شوغار هيل غانغ وغراندماستر فلاش عبر الاستماع إلى الأسطوانات القديمة. ولاحقًا، ومن خلال الرقص، وصل هذا الفن إلى نواكشوط عبر إم سي سولار الفرنسي وبيني بي البلجيكي"، مضيفًا أن تلك اللحظات شكلت الشرارة الأولى لشغفه بالثقافة الحضرية.

     

     

    منذ التسعينيات، أسس مستر إكس مع رفاقه من الأحياء الشعبية بنواكشوط مثل BMD والميدينة R أولى ركائز حركة الهيب-هوب في موريتانيا.  ويتذكر :" كنّا غيرَ مفهومين، ولا مُبالين، لكننا ظللنا مصممين على تحقيق حلمنا ".

     

     

    كانت موسيقى هؤلاء الشباب من الأحياء الشعبية، التي جمعت بين التأثر بالنماذج الأجنبية والانغماس في الواقع المحلي، تواجه العديد من العقبات الثقافية في مجتمع كان الراب فيه لا يزال غير مُعترف به. في هذا السياق، بدأ مستر إكس مسيرته إلى جانب مغني راب آخرين مثل إرنستو308 تيي وبيك لاي الذين يصبحون بدورهم رموزًا لجيل اختار الراب كوسيلة احتجاج.

     


     

    فالراب بالنسبة لمستر إكس ظل دائما مرتبطا بالاحتجاج حيث يقول: " لقد نشأ الراب الموريتاني من الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية. لكن بفضل التنوع اللغوي - الحسانية، البولارية والحسانية والسونينكية والولوفية والفرنسية - استطاعت الحركة على تمثيل مختلف مكونات البلد، مما عزز من قوتها الاحتجاجية وأصالتها."

     

     

    رغم التقدم الذي حققه الراب الموريتاني، إلا أنه لا يزال يواجه تحديات كبيرة، ويشير مستر إكس إلى أن " التحدي الرئيسي يكمن في عدم الاعتراف بالثقافات الحضرية٬ مما يعيق الفنانين أيضا غياب الهياكل والقوانين التي تحمي حقوقهم ."

     




    وعلى الرغم من العقبات، يظل مستر إكس متفائلًا، حيث يواصل جهوده لتنظيم حركة الثقافية الحضرية في موريتانيا والحصول على اعتراف الدولة بها وتعزيز تعاونات دولية. هذا ما قاده في يوليو 2025 إلى انتخابه رئيسًا لـ "ائتلاف الفاعلين في الثقافات الحضرية بموريتانيا " (COACUM)

     


    فاعل ثقافي مؤثر في صناعة المشهد الحضري


    مستر إكس مع فريقه في مكتب "كواكيم"، يستعدون لمهرجان "منوعات الثقافة الحضرية ".


    لم يعد مستر إكس مجرد مغني راب، بل أصبح مروجًا ثقافيًا ومرشد، ما أعطاه دورا بارز في نشر الهيب-هوب في موريتانيا والمساهمة في تطوير مشهد موسيقي في طور النمو. ويقول: " أعمل مع فنانين منظمين وأرافق المواهب الشابة، وأحرص دائمًا على الحفاظ على معايير مهنية في اختياراتي الفنية (الكاستينغ)، دون تحيز أو انطباعات شخصية ". 

     

    وتصف المغنية الموريتانية جوبا مستر إكس بأنه " شخصية رائعة تدعم الشباب، وفكاهي يضحكني دائمًا! ". من جانبه، يُشيد مغني الراب دزير امخيطيري " بتفاني مستر إكس في توظيف علاقاته ومعرفته العميقة في مجال الموسيقى لدعم الفنانين الشباب." كما يذكر مستر إكس نفسه الفخر الذي شعر به عندما أشاد به الشخصية السياسية الموريتانية المرحوم أحمد ولد حمزة علنًا بمسيرته الفنية، معتبرًا هذا التقدير " محفورًا في الذاكرة ".

     



      

    حفظ الذاكرة الثقافية وتمريرها للشباب


    وعند يسأل عن كيفية تلخيص الراب الموريتاني في ثلاث كلمات، يجيب مستر إكس بثقة: " الشجاعة والصمود والوجود ". هذه الكلمات تُجسد أيضا مسيرته الشخصية التي كانت مليئة بالعقبات والصعوبات. مع ذلك بقي من بين الأعمدة الأساسية في الحركة التي ساهم في بنائها


    في ذلك يؤكدا أنه " لا يوجد وقت أو عمر للتوقف عن السعي وراء طموحاتك ."

     

     

    ورغم التحديات، يظل مستر إكس متفائلًا وموجهًا نحو المستقبل. وتبقى نصيحته للفنانين الشباب الموريتانيين واضحة: " كونوا أصليين، واعملوا بجد ". وفاءً لهذا المبدأ، يسعى دائمًا إلى إيجاد طرق جديدة لتطوير المشهد الحضري. وفي الإطار أطلق ائتلاف الفاعلين في الثقافات الحضرية بموريتانيا، تحت أشرافه أول، نسخة من مهرجان "منوعات الثقافة الحضرية" في ديسمبر 2025 في نواكشوط، وهو حدث يهدف إلى " إحياء الثقافات الحضرية وتعزيز التفاعل بين الفنانين والمؤسسات والشركاء الثقافيين"

     


    مستر إكس جالس مع صديق له في "مدينا 3"، حيه المعتاد في نواكشوط.


    وكما يوضح مستر إكس، فإن عمله لا يقتصر على التأثير في فنان أو مشروع معين، بل يسعى إلى تحفيز ودفع الثقافة الحضرية كاملة نحو الأمام، "مع الحفاظ على جوهر الراب كأداة للاحتجاج والتعبير عن القضايا الاجتماعية"، كما يوضح.

     

     

    بذلك، يبرز مستر إكس كفنان وباني ومرشد، عازمًا على نقل قيمه وترسيخ الهيب هوب الموريتاني كإرث للأجيال القادمة.



    تابعوا أيضًا حساب موريتانيا الثقافية على اليوتوب


  • محرر . profile-pic Souleymane ديجو
  • حول نفس الموضوع

    تعليقات