نواكشوط

مقابلات فيلم "الكثبان - قصة طوارقية"٬ مقابلة مع المخرج٬ انتغريست

“بعد أن عصفت بهم ويلات الاستعمار، والاستقرار القسري وموجات الجفاف والتمردات والمنفى المتكرر يخوض الطوارق اليوم معركة البقاء الأخيرة.” من هذا الواقع ينطلق فيلم «RESSACS - une histoire touarègue (الكثبان-قصة طوارقية)» بتوقيع المخرج الطوارقي انتغريست الأنصاري الذي يدق ناقوس الخطر بشأن عالم الطوارق المهدد بالزوال.

Image Intagrist El Ansari ، مدير فيلم "Revises - A Tuareg Story" | أثناء عرض المعاينة - IFM | أبريل 2025 | التصوير الائتمان @culturesmauritanie
  • تاريخ النشر 22 أبريل 2025 | 04:52
    تحديث 2 أغسطس 2025 | 22:56
  • مشاركة

    للمعرفـــــــــــة

    إنتغريست الأنصاري هو كاتب ومخرج من تمبكتو في مالي. بسبب النزاع في شمال مالي، نزح إلى موريتانيا، حيث عاش قرابة خمسة عشر عامًا، قبل أن يستقر في فرنسا لأكثر من عقد من الزمن. تقع أعماله عند تقاطع الأدب، والصحافة، والوثائقي، يستكشف بحساسية ثقافات البدو الرحل في شعوب الصحراء، والتحولات العميقة التي تمر بها، جامعًا بين الذاكرة الشخصية والسياق السياسي والتاريخي. ...

    إنتغريست الأنصاري هو كاتب ومخرج من تمبكتو في مالي. بسبب النزاع في شمال مالي، نزح إلى موريتانيا، حيث عاش قرابة خمسة عشر عامًا، قبل أن يستقر في فرنسا لأكثر من عقد من الزمن.

    تقع أعماله عند تقاطع الأدب، والصحافة، والوثائقي، يستكشف بحساسية ثقافات البدو الرحل في شعوب الصحراء، والتحولات العميقة التي تمر بها، جامعًا بين الذاكرة الشخصية والسياق السياسي والتاريخي.

    أعماله الأدبية:

    • صدى الصحراء، حنين لا يطاق (رواية، 2014)

    • الطوارق، المنفى والوطن (مقال، 2018)

    مختارات من أعماله السينمائية:

    • الكثبان: قصة طوارقية

    • حلم إفريقيا (2018)

    • بندجيه: فن الحياة

    • وودستوك في تمبكتو (مشارك في التأليف ومساعد مخرج)

    • سبعة مليارات آخرين (مراسل صحفي مصور، 2007)

    • أفريك آرت (برنامج تلفزيوني)

    اقرأ أكثر
    5897 قراءة

    موريتانيا الثقافية : الفيلم يحمل عنوان RESSACS - Une histoire touarègue» (الرساك - قصة طوارقية) « ما الذي دفعكم إلى اختيار هذا العنوان؟

     

    انتغريست الأنصاري:  كلمة “الرساك” أو “تراجع الأمواج” اقترحها عليّ حما آغ محمد، أحد شخصيات الفيلم. وقد شدّتني فورًا لما تحمله من دلالة قوية: موجة تصطدم بعائق فترتد إلى الوراء. شعرت أنها تختصر حالنا نحن الطوارق، الذين تعرضنا لصدمات عنيفة عبر التاريخ. كل صدمة كانت تدفعنا إلى التراجع، إلى إعادة تعريف ذواتنا. لكن هذا الارتداد ليس فقط ماديًا، بل هو أيضًا روحي: تأرجح بين المنفى والحنين، بين الضياع والعودة إلى الأصل.

     

    أما العنوان الفرعي “قصة طوارقية”، فهو تأكيد على الطابع الذاتي للحكاية التي يرويها الفيلم. إنها قصة شخصية، تتداخل فيها الخصوصية مع البعد السياسي، لتصبح تجربة ذات طابع إنساني شامل.

     

    موريتانيا الثقافية :ما هو الفضاء الطوارقي الذي تصفه في الفيلم؟ هل هو فضاء جغرافي؟ ثقافي؟ أم رمزي؟

     

    انتغريست الأنصاري: الفيلم يعبر فضاءً جغرافيًا شاسعًا، دون استخدام للخرائط أو تحديد دقيق للمواقع. لكنه يمتد من البحر إلى عمق الصحراء، من نواكشوط إلى منطقة تمبكتو. هذا الامتداد يشكل قلب الفيلم، وهو أيضًا مسقط رأسي، حيث وُلدت ونشأت ضمن قبيلة كل أنصار في منطقة تمبكتو. هذا الفضاء – المادي، الحميم، والمحمّل بالذاكرة – هو ما رغبت في إعادة اكتشافه من خلال الفيلم



     

    موريتانيا الثقافية : في الفيلم، يبدو أن البحر والصحراء يتقابلان كعالمين متضادين. كيف تفسر هذه العلاقة؟

     

    انتغريست الأنصاري: في تصور الطوارق، الصحراء هي الأصل والوطن، أما البحر، فهو عالم بعيد، غريب، يكاد يكون خياليًا. الوصول إليه يعني عبور كل الحواجز. البحر يصبح رمزًا للمنفى، للفقد، في مقابل الصحراء التي تظل مركز الهوية الطوارقية. لقد أردت أن أُظهر في الفيلم العلاقة العميقة التي تربط الطوارق بالصحراء، فهي فضاؤهم الطبيعي والمألوف٬ ويبدأ مشهد الصحراء عند تناول قضية المنفى، وكأن هذه الأرض أيضًا باتت مكانًا لتيه طويل بالنسبة للطوارق، لا أقول إنه أبدي، لكنه تيه قد يطول




     

    موريتانيا الثقافية : يظهر في الفيلم شعور بالقلق تجاه مصير عالم الطوارق. هل هذا القلق شخصي؟

     

    انتغريست الأنصاري: نعم، بالتأكيد. نشأت في مخيم بدوي متنقل حتى سن العاشرة، في أواخر الثمانينيات. اليوم، لم يبقَ من هذه المخيمات في تمبكتو سوى عدد قليل جدًا. هذا الشعور باحتمال زوال عالم بأكمله هو ما دفعني إلى إنجاز هذا الفيلم. وهذا القلق لا يخص الطوارق وحدهم، بل يشاركونه مع كل الشعوب الأصلية – في إفريقيا، أميركا اللاتينية، وسواها – ممن يعيشون في انسجام مع الطبيعة ويخشون فقدان مهد حضارتهم.

     

    موريتانيا الثقافية : هل يمكن أن نقول إنك توجه رسالة إلى الأجيال القادمة من خلال هذا الفيلم؟

     

    انتغريست الأنصاري: ما أودّ أن يعرفه الجيل القادم هو أن هذا العالم الذي أتحدث عنه لم يكن أسطورة. لقد وُجد حقًا. كانت فكرتي الأساسية أن أوثّق هذا الوجود بالصورة والصوت، قبل أن يختفي. لهذا ركّزت على جيل من المسنين تتراوح أعمارهم بين السبعين والتسعين، عاشوا حياة البدو الرحّل. هم ذاكرة حية كان لا بد من حفظها قبل أن تختفي. كثير منهم تركوا أثرًا كبيرًا في نفسي أثناء الطفولة وعند سن المراهقة. اعتمدت عليهم لرسم صورة عالم قد يختفي غدًا.




    موريتانيا الثقافية : هل ترى أن الفيلم محاولة لكتابة التاريخ من زاوية أخرى؟

     

    انتغريست الأنصاري: أنا لست مؤرخًا، لكن التاريخ حاضر بقوة في الفيلم. تعاملت معه من خلال حساسيتي السينمائية، لا بطريقة أكاديمية. هذه أسئلة تمسني على المستوى الشخصي، ولهذا ذهبت للقاء من شكّلوا نظرتي منذ الطفولة. وفكرت أيضًا في ابني، الذي وُلد في نواكشوط، والذي قد لا يعرف أبدًا هذا العالم البدوي. وهذا وحده كافٍ لأن يكون الفيلم جسرًا بين الأجيال


    موريتانيا الثقافية : بعد 11 سنة من إعداد الفيلم، ما الرسالة التي تود أن يحتفظ بها المشاهد؟

     

    انتغريست الأنصاري: أردت من خلال هذا الفيلم أن أشارك عالمًا ترك في نفسي أثرًا عميقًا: عالم طفولتي، العالم البدوي. الفيلم هو لحظة وعي – شخصية وجماعية – بزوال هذا العالم. وهو أيضًا لحظة وعي يعيشها اليوم شباب طوارق وُلدوا في المدن أو في المنفى، وقد لا يعرفون أبدًا هذا النمط من الحياة.

     

    موريتانيا الثقافية : في الفيلم، تخاطب ابنك مباشرة. لماذا هذه المقاربة الشخصية؟

     

    انتغريست الأنصاري: في أحد مشاهد الفيلم، أقول لابني: “سأذهب من نواكشوط إلى تمبكتو لأستخرج من الرمال ما يجب أن تعرفه عن تاريخنا المدفون... ثم تظهر لقطة لي وأنا أسير في موقع مخيم قديم، متبوعة بمشهد لابني فوق سطح بيت، وسط مناشر الغسيل – في بيئة حضرية تمامًا. هذا التباين يلخص القصة: من جهة، آثار مطموسة لعالم بدوي اندثر، ومن جهة أخرى، واقع جيل جديد بعيد عن هذه الذاكرة. بالنسبة لي، هذا هو جوهر الفيلم: هذا الذهاب والإياب بين ما كان، وما قد لا يعود.

     

    تابعوا أيضا موريتانيا الثقافية عبر"يوتوب"




  • محرر . profile-pic فريق التحرير
  • حول نفس الموضوع

    تعليقات