في العاشر من ديسمبر، حوّل مصمم الرقصات الموريتاني باب كلي فال عيد ميلاده إلى حفل فني حقيقي، جمع فيه راقصين شبابًا ومحترفين، بهدف الترويج لفن الكوريغرافيا الموريتانية والدفاع عن الفن كفضاء للتعبير بحرية.
شهد الحدث حضور نخبة من الفنانين البارزين دعمًا المبادرة وإبرازًا للمشهد الفني الناشئ، من بينهم: موزبي، أوثونتيك بي دي، ماداني، عثمان غانغي، مامباي، سبيغنات، ماشو، عمر، سيريبانا، إلى جانب فرقتي الرقص بيسبي وأبو بويز.
|
رقصة: "شباب محبوسون"
تصدّر الأمسية عملٌ كوريغرافي ذو بُعد اجتماعي بعنوان «شباب محبوسين». بدأ العرض برقصٍ انفرادي قدّمه الفنان تكريمًا لوالدته الراحلة، ثم تطوّر بسلاسة إلى ثنائي قبل أن يتشكّل لوحة جماعية. وظهر الراقصون محاصرين داخل مربع، تتردّد حركاتهم وصرخاتهم ودقّات قلوبهم، في صورة رمزية تعبّر عن واقع شباب موريتانيين يبحثون عن فضاء للتعبير بحرية من خلال الفن.
ويقول الفنان: «الشباب لديهم أفكار ومواهب، غير أنهم محاصرون ويفتقرون إلى فضاءات للتعبير عن أنفسهم. لكن يمكنهم التحرر وإظهار مشاعرهم من خلال الرقص».
واختار باب كلي فال – الذي يصادف عيد ميلاده الخامس من ديسمبر – أن يحتفل به في العاشر من الشهر نفسه، ليُضفي على الحدث رمزية اليوم العالمي لحقوق الإنسان. وبهذا يتيح للشباب تلك الفضاءات للتعبير، كما يبرز التزامه الفني وتأثيره على المشهد الثقافي.
|
بدلًا من الاحتفال بعيد ميلاده في إطار خاص، اختار باب كلي فال أن يحيي المناسبة مع جمهوره وراقصيه والفنانين. ويقول في ذلك: «كفنان، لم أستطع أن أحتفل بميلادي في منزلي بمفردي، بل أردت أن أعيش اللحظة مع من يدعمون جهودي في تطوير فن الرقص الموريتاني».
دفع الرقص الموريتاني نحو الاحترافية
مبادرة باب كلي فال هي استمرار لالتزامه القديم والمستمر بتعزيز الرقص الموريتاني. في سبتمبر 2024، خلال إقامة تدريبية في المعهد الفرنسي بموريتانيا، صرح قائلاً:
"يجب على الراقصين الموريتانيين أن يتخصصوا ويحققوا الاحتراف. فكل أفريقيا نجحت في تسويق رقصاتها باستثناء موريتانيا. حان الوقت لترويج رقصاتنا (الوانغو، جاغوار، وييلا إلخ) وابتكار تشكيلات جديدة. يمكننا البناء على تنوعنا الثقافي، - فنحن فولان وبيضان وسونينكة وولوف - لترقية الرقص الموريتاني وعرضه للعالم".
من خلال تحويل عيد ميلاده إلى منصة فنية، يعزز باب كلي فال قناعته قائلاً: «يجب أن تظل الكوريغرافيا الموريتانية حية، قابلة للتسويق وللتصدير، ويبقى محركها الرئيسي هو الشباب».
اشتركوا الآن لمتابعة آخر مستجدات موريتانيا الثقافية !