في 28 ديسمبر 2024، شهد الملعب الأولمبي في نواكشوط حدثًا ثقافيًا استثنائيًا اجتذب أكثر من 5000 متفرج من مختلف الفئات العمرية، حيث أُقيم أول حفل للفنان أوثنتيك بي دي بعنوان “كو ليجي شو”.
هذا الحدث لم يكن مجرد حفل موسيقي فحسب، بل كان
قمة مشروع ثقافي طموح أطلقه الفنان تحت اسم “تحدي غتاماري ديسكوفري”. يهدف هذا
المشروع إلى دعم المواهب الشابة في مجالات الثقافة الحضرية، وزيادة وعيهم بحقوقهم
ومسؤولياتهم المدنية، وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في اتخاذ القرارات التي تؤثر في
حياتهم، وهو ما أكده أوثنتيك بي دي في مؤتمر صحفي قبيل الحفل
أجواء حماسية قبل الحفل
قبل بدء العرض، اصطف الجمهور في طوابير طويلة بحماس شديد، وكان الملعب مشحونًا بطاقة من الترقب. ورغم الإجراءات الأمنية المشددة، تمكن بعض المعجبين من الاقتراب من نجمهم المفضل، فيما نجحت إحدى المعجبات في الصعود إلى المسرح لاحتضان الفنان قبل أن يتم إخلاؤها، مما أضاف لحظة حماسية إلى الأجواء.
سبقت لحظة ظهور أوثنتيك بي دي على المسرح
العديد من العروض الفنية التي ألهبت الحضور، حيث تألق فنانون مثل أفيير دانس، آلين
زو، ميسترجاديو، با مومراب، سافروبي، مامي بور، توماس سانكارا وأيا٬ حاجي أوسلو،
ماكسيم دادي، شيخ ريفلكس، بيتي نار، آبسين٬ بلاك بوي. هؤلاء الفنانون أسهموا في هز
الجمهور وزيادة الترقب
لحظة ظهور أوثنتيك بي دي
في تمام الساعة 11 مساءً، وسط انفجار من الألعاب النارية، ظهر أوثنتيك بي دي على المسرح، مرتديًا زيًا تقليديًا عصريًا باللونين الأزرق والأبيض، مما أعطى انطباعًا بالدمج بين التراث والحداثة. وقالت الفنانة التشكيلية آمي صو التي صممت هذا الزي “أنه يبرز الحرفية الموريتانية بأسلوب معاصر”.
شارك في العرض أيضًا فنانون آخرون مثل بوزشيت، موزبي و2بال، الذين أضافوا تناغمًا موسيقيًا مميزًا، مما جعل الجمهور يتفاعل بحماس مع الأداء.
من جهته، عبر تيرنو جالو، مدير أعمال أوثنتيك بي دي، عن سعادته الكبيرة قائلاً: "قد يبدو الأمر غريبًا، لكن أوثنتيك كان يتحدث عن هذه اللحظة منذ ثلاث سنوات. كان حلمه أن يقف على مسرح أكبر ملعب في موريتانيا، وهذا الحلم تحقق اليوم"
الهدف من مشروع “تحدي غتاماري ديسكوفري”
وبدورها، أوضحت مريم لو، عضو اللجنة المشرفة
على المشروع، أن هذا العرض هو بداية لمسار طويل يهدف إلى استخدام الموسيقى كأداة
للتغيير الاجتماعي. ويركز المشروع على أربع قضايا رئيسية وهي مكافحة الجريمة بين
الشباب، مكافحة الهجرة غير الشرعية، حماية أطفال الشوارع، وتعزيز المشاركة المدنية
للشباب
في هذا السياق، أكد الخطاب جاه، عضو آخر في اللجنة، على أهمية التوعية بمشكلة الجريمة بين المراهقين، داعيًا إلى ضرورة إيجاد حلول سلمية بعيدًا عن العنف.
قبل الحفل، نظم مشروع “تحدي غتاماري ديسكوفري” قوافل توعية في أحياء نواكشوط، ومدن نواذيبو وكيدي. كما تم تنظيم دورات تدريبية لطلاب معهد “استيم” لتعزيز فهمهم للقضايا الاجتماعية المطروحة.
كما أُقيمت مسابقة موسيقية لاكتشاف المواهب الشابة، حيث أتيحت الفرصة للفائزين ألبرت أينشتاين ونينو OG للصعود إلى المسرح مع أوثنتيك بي دي، مما منحهم فرصة عرض مواهبهم أمام جمهور واسع.
وذكر مامادو علي جيالو، رئيس “كواكوم” (التحالف بين فاعلي الثقافة الحضرية في موريتانيا)، أن الفائزين تم اختيارهما من بين 437 متسابقا وبعد تصفيات دقيقة.
بعد العرض الناجح في نواكشوط، سيواصل أوثنتيكْ بي دي جولة مشروعه في بعض مدن الداخل، مثل كيهيدي في 4 يناير، ونواذيبو (سيتم تأكيد تاريخ الموعد لاحقًا). تمثل هذه الجولات فرصة لتفاعل الفنانين الشباب مع جمهور جديد في المناطق النائية، وتعزز التبادل الثقافي بين سكان المدن الكبرى والمناطق الأقل حظًا. كما أضاف الخطاب جاه: “بعد كل عرض، سيتم دعم وترويج الفنانين الشباب المشاركين من قبل أوثنتيك بي دي”.
في ختام المؤتمر الصحفي قبيل الحفل قال أوثنتيك بي دي “إن دمج الموسيقى بالقضايا الإنسانية هو هدفنا الرئيس، ونأمل في منح صوتنا لأولئك الذين يسعون لإيجاد حلول للمشاكل التي تؤثر على شباب موريتانيا والمجتمع ككل. فهذا الحفل وما تبعه من فعاليات يمثل بداية جديدة لتغيير اجتماعي مستدام، مع تعزيز دور الشباب في بناء المجتمع."
لمواكبة الأحداث الثقافية في موريتانيا