29°
“سواء تعلّق الأمر بالموسيقى التقليدية الموريتانية أو بالموسيقى الكلاسيكية الأوروبية، ينبغي أن تكون الموسيقى قادرة على إيصال المشاعر. هذا هو الأساس”، هكذا صرّح عازف البيانو فلاديمير ستوبل خلال مقابلة أُجريت معه على هامش حفله الموسيقي في المعهد الفرنسي بموريتانيا، يوم 19 أبريل 2025.
فلاديمير ستوبل، المولود في موسكو عام 1962، عازف بيانو وقائد أوركسترا روسي-فرنسي. بدأ دراسته على يد والدته، عازفة البيانو ريمّا بوبريتشكايا. ثم أدى أولى حفلاته في سن الثانية عشرة، حيث عزف "كونشيرتو البيانو رقم 1 لتشايكوفسكي". في عام 1986، فاز بجائزة كبرى في مسابقة جنيف الدولية. عُرف بعزفه مع أوركسترات مرموق...
فلاديمير ستوبل، المولود في موسكو عام 1962، عازف بيانو وقائد أوركسترا روسي-فرنسي. بدأ دراسته على يد والدته، عازفة البيانو ريمّا بوبريتشكايا. ثم أدى أولى حفلاته في سن الثانية عشرة، حيث عزف "كونشيرتو البيانو رقم 1 لتشايكوفسكي".
في عام 1986، فاز بجائزة كبرى في مسابقة جنيف الدولية. عُرف بعزفه مع أوركسترات مرموقة مثل الأوركسترا الفيلهارمونية في برلين، وأوركسترا كونزيرثاوس برلين وأوركسترا غيفاندهاوس في لايبزيغ. حصل على الجنسية الفرنسية في عام 1985، ويقسم وقته بين برلين وبالتيمور.
في عام 2022، تم تعيينه فارسًا في وسام الفنون والآداب الفرنسي، وفي عام 2024، حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من الجامعة التقنية في جورجيا
موريتانيا الثقافية: هذه زيارتكم الثانية إلى موريتانيا. ما هو الانطباع تجاه هذا البلد؟
فلاديمير ستوبل: لمست اهتمامًا حقيقيًا بالموسيقى الكلاسيكية في موريتانيا. فهناك رغبة صادقة في الاكتشاف. بعد حفلنا في أطار، جاء إليّ شاب وأخبرني بأنه بكى أثناء عزفنا. أعطيته بطاقتي، ثم أرسل إليّ لاحقًا رسالة مؤثرة جدًا. هذا يدلّ على أن الموسيقى، حتى بدون أي تكوين أكاديمي، يمكنها أن تلامس القلب بعمق. فمن الخطأ أن نعتقد بأن الموسيقى الكلاسيكية مخصصة لمن “يفهمونها”. يكفي فقط أن تفتح أذنيك، وأن تصغي بقلبك.
فلاديمير ستوبيل في حفل موسيقي مع ابنه آلان، والدكتور كليمنس جولدبرغ، رئيس مؤسسة جولدبرغ، في المعهد الفرنسي في موريتانيا | 19 أبريل 2025
موريتانيا الثقافية: ستعزف بمناسبة تدشين بيانو جديد. ما الذي يمثّله هذا البيانو في السياق الموريتاني؟
فلاديمير ستوبل: في زيارتي الأولى للمعهد الفرنسي بموريتانيا، قبل نحو عامين ونصف، لاحظت آنذاك أنه لم يكن هناك بيانو حقيقي مخصص للحفلات الموسيقية. اضطررنا حينها لاستخدام بيانو عمودي مستعار لم يكن يفي بالغرض. حتى وان كان الحفل تم بشكل جيد.
واليوم، بفضل مؤسسة جولبرغ وبالتعاون مع المعهد الفرنسي، استطعنا اقتناء بيانو جديد. إنه بيانو هجين، يعني أنه يجمع بين الميكانيك التقليدي ومفاتيح فائقة الاستجابة، دون أن يحتوي على أوتار أو مفاتيح شدّ، لأن الصوت يُنتَج عبر نظام رقمي.
فلاديمير ستوبيل، يدشّن البيانو الكبير للحفلات في المعهد الفرنسي في موريتانيا | 19 أبريل 2025
هذا النوع من الآلات هو الحل الأمثل في بلد مثل موريتانيا، حيث تُشكّل الحرارة والرطوبة والغبار تحديات حقيقية للآلات المصنوعة من الخشب، فالخشب يتأثر ويتشوه بفعل المناخ، مما ينعكس على جودة الصوت.
أيضًا من مزاياه أن هذا البيانو لا يحتاج إلى ضبط منتظم، وهو أمر ضروري، لأنه - حسب علمي - لا يوجد ضابط بيانو في موريتانيا. لذا، فهو خيار مثالي لقاعة المعهد الفرنسي.
فلاديمير ستوبيل، يُحيي الجمهور خلال حفله الموسيقي في المعهد الفرنسي بموريتانيا | 19 أبريل
2025
موريتانيا الثقافية: تشاركون المسرح مع ابنكم، (آلان ستوبل). ما الذي تمثله لكم هذه التجربة على المستوى الموسيقي والعاطفي؟
فلاديمير ستوبل: العزف مع ابني
هو أكبر مصدر للسعادة وأكبر سبب للتوتر في آنٍ واحد. لا أستطيع أبدًا أن أكون
محايدًا عاطفيًا. فإنه ابني وأشعر بكل نغمة يعزفها. إن العلاقة بيننا قوية للغاية. فلا أدري ما إذا كان هو يشعر بتوتر أكبر حين يعزف معي مقارنة بزميل قد يعرفه
بالكاد. على أية حال أبذل من ناحيتي كل ما بوسعي لدعمه كما أشعر أنني أرافقه بدقة.
طبعًا آمل أن يكون أدائنا على قدر التطلعات، لكن الأهم بالنسبة لي هو المشاعر التي
نتقاسمها
ستوبل الابن (آلان) عازف
كمان
“
|
موريتانيا الثقافية: ما الرسالة التي تأملون في إيصالها إلى الجمهور الموريتاني من خلال الحفل؟
فلاديمير ستوبل: رسالة واحدة فقط: المشاعر. سواء أتت من الموسيقى التقليدية الموريتانية أو من الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية، فالموسيقى يجب أن تنقل الأحاسيس. هذا هو جوهرها.
سواء كانت تعبيرًا موسيقيًا أو رقصًا، وسواء كانت تقليدية أو كلاسيكية، يبقى التعبير عن المشاعر لغة عالمية. وتلك هي الأبعاد التي أريد أن يشعر بها الجمهور.
فخلال زيارتنا إلى مدينة أطار،
حضرنا حفلاً للموسيقى التقليدية الموريتانية وكان زخم المشاعر فيه كبيرًا جدً٬ حيث تأثرنا بعمق وتعلمنا الكثير.
موريتانيا الثقافية: في بلد لا تزال فيه الموسيقى الكلاسيكية محدودة الانتشار، ما النصيحة التي توجهونها للشاب الموريتانيين المتذوقين لهذا الفن؟
فلاديمير ستوبل: بفضل الإنترنت اليوم، أصبح من الممكن الاستماع إلى أنواع كثيرة من الموسيقى الكلاسيكية ما بين أعمال ممتازة أو أخرى أقل جودة، لكن بالتدقيق يمكن لأي شخص أن يتعلم الكثير.
أنصح أيضًا بقراءة سِيَر المؤلفين الموسيقيين. فحياتهم مليئة بالقصص المشوقة. كثيرًا ما نتخيلهم تماثيل جامدة، لكنهم كانوا بشرًا مثلنا، لهم أفراح وأحزان وعائلات.
خذوا مثلاً مؤلف الموسيقى جان سباستيان باخ. كان له اثنا عشر طفلًا. الكثير منهم ماتوا في سن مبكرة، لكن بعضهم أصبحوا مؤلفين موسيقيين وكانوا أحيانًا أكثر شهرة من والدهم٬ فلم يُعترف بعبقريت الرجل إلا بعد وقت طويل. فمثل هذه القصص تُضفي على الموسيقى بعدًا إنسانيًا حيًا.
تابعوا أيضًا حساب موريتانيا الثقافية على تيك توك
لمواكبة الأحداث الثقافية في موريتانيا
Bonjour, Vous êtes vraiment un site mauritanien ? c'est très bien fait. Cordialement.
نشرت منذ شهرFormidable !!!
نشرت منذ شهرين