تقارير معرض “NKC المعاصر: الحياة اليومية لنواكشوط، تُروى بالفرشاة”

3399 قراءة

نواكشوط بين الحداثة والفوضى السكنية

 

مرت نواكشوط بتحولات كبيرة على مدار السنوات، حيث ازدهرت شوارعها بالمباني الحديثة والمشاريع الكبرى مثل “جسر باماكو”، الذي يعد أحد تقاطعات الطرق الحيوية. ولكن خلف هذه الواجهة العصرية ما زالت المدينة تواجه العديد من التحديات، مثل الفوضى السكنية والتفاوتات الاجتماعية. وهنا يأتي دور الفنانين في التقاط هذه التناقضات عبر أساليبهم المبدعة، التي تعكس الواقع المرير والجمال الملتبس في آن واحد

فنانون يعكسون تنوع نواكشوط

 

من أبرز المشاركين في المعرض كان الفنان نديابو نجيدي

المعروف بلقب “بانا”، الذي قدم لوحة تمثل ملتقى طرق “بي إم دي” الشهير. في هذه اللوحة، يسلط بانا الضوء على المصائر المتشابكة لسكان نواكشوط الذين يمرون يوميًا بهذا الموقع لكسب قوتهم.

أما الفنان أليون، فقد اختار تناول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على حياة شباب نواكشوط، حيث تناول في عمله ظواهر مثل مجموعات الواتساب والتفاعلات الرقمية التي تُشكل سلوكياتهم. من خلال لوحته، دعا أليون إلى ضرورة مراقبة الأهل لدورهم في توجيه أبنائهم في هذا العصر الرقمي.

أمي صو: جسر بين الفن والشباب

 

تميز المعرض بإسهامات الفنانة والمُديرة الفنية أمي صو، التي كان لها دور محوري في تنظيم الحدث. بتوجيهاتها، تم اختيار 16 فنانًا شابًا من الجنسين لعرض أعمالهم المتنوعة، التي تراوحت بين الفن التصويري والتجريدي. تقول أمي صو: “كل فنان اختار موضوعًا يعبر عن رؤيته الشخصية باستخدام الألوان والأنماط التي تجسد الواقع أو حتى الخيال”.

 

فرصة للجمهور لدعم المواهب

 

لم يقتصر المعرض على كونه حدثًا فنيًا فقط، بل كان فرصة لعشاق الفن لاقتناء لوحات مميزة حيث شكل المعرض منصة لدعم المواهب الشابة من خلال شراء أعمالهم الفنية (بأسعار تتراوح بين 2500 و15000 أوقية) مما يعزز التواصل بين الفنانين والجمهور ويشجع على الاستثمار في الفن المعاصر.

 

في النهاية قدم معرض “NKC المعاصر” صورة حية وديناميكية لحياة نواكشوط اليومية، مستعرضًا التحديات والتطلعات التي تواجهها المدينة. ونقل المعرض تعبيرًا بسيطًا وعميقًا عن واقع نواكشوط، معززًا التنوع الثقافي والاجتماعي الذي يميز العاصمة.